شيفرة بلال

إن كُنت تعتقد أن طابِع هذهِ الرواية طابعٌ إسلامي بحت -ككُتب أحمد العمري السابقة- فأنت مُخطئ، وراجِع نفسك!

هذهِ الرواية مُختلفة تماماً، إنها عن الحرية والعبودية، عن القيود والأغلال، عن صخرةِ سيزيف وصخرة بِلال، عن بِلال، طفلٌ مُصاب بِالسرطان يسمع صدفةً عن فِلم بِاسم «بِلال» سيُعرضُ قريباً، ولأنّ السرطانَ لن يمهله سوى شهورٍ قليلةٍ، يُراسل بلال كاتِب السناريو أمجد، ويَطلبُ منه أن يُخبره بِقصة الفِلم، ومِن هذهِ اللحظة تتغير حياة بِلال وأمجد، وتأخذ مُنحنى آخر.
اتخذت الرواية أبعاداً ثلاثة، بُعد بِلال الصحابي وقصته مع عبُوديته وحريته، بُعد بِلال الطفل، بُعد أمجد الكاتب. ثلاثتُهم كانوا عبيداً فحررهُم بِلال الصحابي بِقصته المليئة بالقوة والعزم.

الرواية تُعلِمنا أن نكافح وننفض عنا غبار الجاهِلية، وإلا لبقينا عبيداً لـ "أمية" في دواخِلنا، عبيداً لضعفنا وجلهنا. مِن خلال هذه الرواية تُدرك أن العبودية ليست قيداً وأغلالاً؛ بل تتخذُ أشكالٌ عِدة، قد تكون فكرة أو صفة أو مَبدأ أو تصور أو طريقة عيش، لا فرق، كلها تكبلك وتسلِبُ منك حريتك، فعصر العبُودية لم ينتهِ بعد.

جميعُنا نعرف قصة بلال بن ربَاح ونحفظُها عن ظهرِ قلب، لكن هذا الكِتاب سيكشف لك جوانبَ أخرى من سيرته لم تعرِفها من قبل، ستُدرك أنه شخصيةٌ مُلهمة، حاربت عبوديتها المُتمثلة في «أمية بن خلف»، حتى أعاد لها الإسلامُ حريتها. بِلال، أمية، صخرة زيوس، كُلها رموزٌ لا زالت حيّة، وقد تكون بِداخلك أنت. لم تُسمى هذه الرواية بِـ شفرة بِلال عبثاً، فهي شِفرة تحتاجُ من يفك رمُوزها، ويفهمها حق فِهمها.

هذه الكتاب يُعتبر روايةً تاريخية واجتماعية ودينية وسيرة ذاتية ورواية كِفاح وعزيمة، فإن كنت من مُحبي أحد هذه الأنواع؛ فعليك بهذه الرواية.

روايك ذكية، عجيبة، سردها مُختلف تماماً عن أي سرد، تستحق كل دقيقة تقضِيها معها، وهكذا يحب أن تُكتب الروايات، إنها تدفعك للتفكير العميق وعزلة النفس، تحرِك نفسك، قبل أن تحركَ قلبك.